السلام عليكم
جبتلكم اجزء الثاني من القصيدة تفضلو ^^
و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا
فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا
و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا
فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ
و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطرُ
و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ
و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
* * *
ليس في الغابات عدلٌ
لا و لا فيها العقابْ
فاذا الصفصاف ألقى
ظله فوق الترابْ
لا يقول السروُ هذي
بدعةٌ ضد الكتابْ
انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ
إنْ رأتهُ الشمس ذابْ
* * *
أعطني الناي و غنِ
فالغنا عدلُ القلوبْ
و أنين الناي يبقى
بعد أن تفنى الذنوبْ
* * *
و الحقُّ للعزمِ و ألارواح ان قويتْ
سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغِيرُ
ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ
بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا
و في الزرازير جُبن و هي طائرة
و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر
و العزمُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره
عزمُ السواعد شاءَ الناسُ أم نكروا
فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى
قوم إذا ما رأَوا أشباههم نفروا
* * *
ليس في الغابات عزمٌ
لا و لا فيها الضعيفْ
فاذا ما الأُسدُ صاحت
لم تقلْ هذا المخيفْ
انَّ عزم الناس ظلٌّ
في فضا الفكر يطوفْ
و حقوق الناس تبلى
مثل اوراق الخريفْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا عزمُ النفوسْ
و أنينُ الناي يبقى
بعد أن تفنى الشموسْ
* * *
و العلمُ في الناسِ سُـبْـلٌ بانَ أوَّلها
امَّا أواخرها فالدهرُ و القدرُ
و أفضلُ العلم حلمٌ إن ظفرتَ بهِ
و سرتَ ما بين أبناء الكرى سخروا
فان رأيتَ أخا الأحلام منفرداً
عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ
فهو النبيُّ و بُردُ الغَدّ يحجبهُ
عن أُمةٍ برداءِ الأمسِ تأتزرُ
و هو الغريبُ عن الدنيا وساكنِها
و هو المهاجرُ لامَ الناس أو عذروا
و هو الشديد و إن أبدى ملاينةً
و هو البعيدُ تدانى الناس أم هجروا
* * *
ليس في الغابات علمٌ
لا و لا فيها الجهولْ
فاذا الأغصانُ مالتْ
لم تقلْ هذا الجليلْ
انّ علمَ الناس طرَّا
كضبابٍ في الحقولْ
فاذا الشمس أطلتْ
من ورا آلأفقِ يزولْ
* * *
أعطني النايَ وغنِّ
فالغنا خير العلومْ
و أنينُ الناي يبقى
بعد أن تطفى النجومْ
* * *
و الحُرُّ في الأرض يبني من منازعهِ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرُ
فان تحرَّر من أبناءِ بجدتهِ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
فهو الأريب و لكن في تصلبهِ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ
حتى الى أوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
* * *
ليس في الغابات حرٌّ
لا ولا العبد الدميمْ
انما الأمجادُ سخفٌ
و فقاقيعٌ تعومْ
فاذا ما اللوز ألقى
زهره فوق الهشيمْ
لم يقلْ هذا حقيرٌ
وأنا المولى الكريمْ
* * *
أعطني الناي و غني
فالغنا مجدٌ أثيلْ
و أنين الناي ابقى
من زنيمٍ و جليلْ
* * *
و اللطفُ في الناسِ أصداف و إن نعمتْ
أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ
فمن خبيثٍ له نفسان واحدةٌ
من العجين و أُخرى دونها الحجرُ
و من خفيفٍ و من مستأنث خنثِ
تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ
و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ
ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ
فان لقيتَ قوياًّ ليناً فبهِ
لأَعينٍ فقدتْ أبصارها البصرُ
* * *
ليس في الغابِ لطيفٌ
لينهُ لين الجبانْ
فغصونُ البان تعلو
في جوار السنديانْ
و اذا الطاووسُ أُعطي
حلةً كالارجوانْ
فهوَ لا يدري أحسنٌ
فيهِ ام فيهِ افتتان
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا لطفُ الوديعْ
وأنين الناي ابقى
من ضعيفٍ و ضليعْ
* * *
والظرفُ في الناس تمويهٌ وأبغضهُ
ظرفُ الأولى في فنون الاقتدا مهروا
من مُعجبٍ بأمورٍ وهو يجهلها
و ليس فيها له نفعٌ ولا ضررُ
و من عتيٍّ يرى في نفسهِ ملكاً
في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ
و من شموخٍ غدت مرآتهُ فلكاً
و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ
* * *
ليس في الغابِ ظريف
ظرفهُ ضعف الضئيلْ
فالصَّبا و هي...عليل
ما بها سقمُ العليلْ
انّ في الانهار طعماً
مثل طعم السلسبيلْ
و بها هولٌ و عزمٌ
يجرفُ الصلدَ الثقيلْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا ظرفُ الظريفْ
وأنين الناي ابقى
من رقيق وكثيفْ
* * *
و الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها
كالعشب في الحقل لا زهرٌ ولا ثمرُ
و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح أيسرهُ
يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ
الى فراش من اللذّات ينتحرُ
كأنهُ ملكٌ في الأسر معتقلٌ
يأبى الحياة و أعوان له غدروا
* * *
ليس في الغاب خليعٌ
يدَّعي نُبلَ الغرامْ
فاذا الثيران خارتْ
لم تقلْ هذا الهيامْ
إنَّ حبَّ الناس داءٌ
بين حلمٍ و عظامْ
فاذا ولَّى شبابٌ
يختفي ذاك السقامْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا حبٌّ صحيحْ
وأنينُ الناي ابقى
من جميل ومليحْ
* * *
وإن لقيتَ محباً هائماً كلفاً
في جوعهِ شبعٌ في وِردهِ الصدرُ
و الناسُ قالوا هوَ المجنونُ ماذا عسى
يبغي من الحبِّ او يرجو فيصطبرُ
أَفي هوى تلك يستدمي محاجرهُ
و ليس في تلك ما يحلو و يعتبرُ
فقلْ همُ البهمُ ماتوا قبل ما وُلدوا
أنَّى دروا كنهَ من يحيي و ما اختبروا
و كمان لسة ما خلصت هي مرة طويلة~~